الجمعية

نشاطات

أعلان

كل



                مر بمدينة تونفيت رجالٌ لولا أن تيار الحياة اليومية جرفهم كانوا ليصبحوا من مشاهير العلم و المعرفة في العالم. لكن استسلموا لما تفرضه الحياة الدنيا من مشاق. عذرهم أنهم فقراء. و عذرهم أنهم في دولة لا تحترم العلم و المعرفة. أما العذر الأول فليس عذراً لمن علم و أدرك طبيعة الإبداع العلمي و المعرفي. و أنه لا يحتاج إلا إلى الماء و الهواء. وأما العذر الثاني فليس عذراً لمن أدرك أن العلم به يتغير الواقع ولا يتغير هو بتغير الواقع. فهذان العذران لا يزال البعض يعتذر بهما.


و من جهة أخرى، نرى البعض يتخذ سبيل العلم مساراً للوصول إلى أهداف مهنية. ولما صار طلب العلم لمثل هذا الشكل في عقل الكثير من الشباب قل عندها مردودية الجانب العلمي و المعرفي لهذه المدينة.

لكن لما كان من الأسس التي بنينا عليها جميعيتنا هو التفاؤل بغدٍ أفضل نقول ان تونفيت فيها ثمارٌ جيدة لإنشاء مدينة علمية. و نترك طرق التشاؤم لمن يريد أن يعيش حزيناً. لكن ننتقل إلى الإجابة على السؤال التالي:

كيف يمكننا تحقيق ذلك؟

أكثر الأشياء عسراً على النفس ان تنتقل من عالم الأحلام إلى عالم الواقع. لا سيما إن كانتْ قد ألفت الحرية و عشقتها. فجاءت فإصدمت بقيود الواقع التي لا تحل إلا بعقود و مرور أزمان. لكن إن أدرنا أعيننا في صفحات التاريخ. وجدنا أن المدن العلمية تتأسس على ثلاث مبادئ: 
أ-شباب لهم آذان يتقنون استعمالها فلا يرخون أسماعهم لكل ناقع. 
ب-شباب عشقوا العلم أكثر من أي شيء فأزالوا بينهم و بينه كل مانع.
ج-شباب اعتنوا بالخطابة و فنون الإلقاء و التعبير فأبهروا كل قارئ و سامع.

فإن مَلكتَ عليك أذنك فلا تستسلم لتلك الإنتقادات التي تروم هدمك. فقلتَ أنتَ أيضاً "الحكم إن قُدِّمَ بدون دليل يُرَدُّ بدون دليل". و حافظتَ على عشقك للعلم حتى صارت نفسك لا ترى معشوقاً أكبر من العلم و التعلم. ثم ألزمتَ نفسك ب"ما لا أفهمه لا أنكره". و حسنتَ من تواصلكَ مع الاخرين. فكنت كما تقول الآية "لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك". عندها فقط ستصبح تونفيت مدينة علمية. ربما لن يكون ذلك في زمن قصير. لكن نرى أن الزمن ما هو إلا مجرد مسافة. لا بد على هذه المدينة بأن تقطعها لتلبس لباس العلمية إن أرادت.

---نحن أيضاً من سكان هذا العالم:

قد يقول قائل/ هذا أمرٌ واضح كوننا من هذا العالم فما الشيء الذي أضفته بعبارتك هذه؟ 
نقصد أن نكون من سكان هذا العالم المؤثرين في مسيرته. لا أن نخضع لإرادات غيرنا من هم في نفس درجتنا في الوجود. فنجد أن هناك إرادة إلهية تسوق عالمنا هذا. و لقد جعلتْ لنا هذه الإرادة إرادةً نكتسب بها أعمالنا كما نشاء و متى نشاء. و إرادتنا هذه تخصص مقدورين بما يليق بترجيح أحدهما. فلا بد أن نمارس إرادتنا هذه بطريقة حسنة و ذكية لإبلاغ الآخرين أننا أيضاً ننتمي إلى هذا العالم. و العالم إنسان معاصر لا يسمع إلا صوت المعرفة و العلم. و ينتظر منا أن نقدم له حلولا لتلك المشاكل التي يعيش فيها في كل مستوى من مستويات الإنسانية. 
و نقول أيضاً أننا من هذا العالم. و لنا بعض الحق في أن نقرر أيضاً مصيره أمام تلك الإنجرافات الخطيرة التي تتسبب به إرادة بعض من الأشرار في نسفه (كما هو واضح من ثقب الأوزون، أو التغيرات الدائم للمناخ، و نزوع بعض الشركات العملاقة إلى إثارة الفتن و التحارب،...) نعم نحن أيضاً ننتمي إلى هذا العالم الذي يعج بالعقائد و التصورات عن "العالم ، الإنسان و الله" فلنا الحق كذلك في بث تصوراتنا إليه و تغيير ما يتصور بعضهم عنا.

---عام 3014
إن طالت بهذا العالم الذي نعيش فيه حياةٌ. سيأتي على أرضنا هذه أناس مثلنا. كما جئنا كذلك بعد أناس هلكوا بعدما كانوا أحياء في عام 1014. و سيكون لهم تفحص للتاريخ يبحثون عن كبير أعمالنا. هم يومئذ لن يهمهم أني حصلتُ على وظيفة أو تزوجتُ بزوجة مليحة أو بنيتُ منزلا فخماً أو ارتديتُ ثوباً فاخراً... تماماً كما لا أهتمُ لما يسرد المؤرخون من حياة بعض الأكابر من التاريخ الذين كانت حياتهم مجردة عن أي صلة بأثر واضح. لكن سيهتمون أكثر بأعمال مثل محاولة بناء مدينة علمية في زمن يشتغل فيه البعض بالرقص و الغناء و يشتغل به البعض باللعب و الكرة و يشتغل به البعض بجمع المال و نسيان كل مآل.. سيعرفون هم أكثر من غيرهم حقيقة عملنا كما نعلم حقيقة عمل الاجداد في بناء المدينة العلمية.
بقلم يوسف المدني (الرئيس  الحالي للجمعية) 

About Admin

جمعية أمل للعلم و تنمية المكتسبات جمعية أمل للعلم و تنمية المكتسبات أسست الجمعية سنة 2012 تحت اسم جمعية أمل للعلم و تنمية المكتسبات ببلدة تونفيت اقليم ميدلت.

ليست هناك تعليقات :

تعليقات الموضوع


أعلى
associationamal