Sunday, April 13, 2025

الجمعية

نشاطات

عن الجمعية

أعلان

" لا يوجد إنسان ضعيف، بل يوجد إنسان يجهل موطن قوته."
                                                                         ليوتولستوي
من بيننا خرج العديد من الشباب فأصبحوا جد متفوقين كل في مجال تخصصه. انطلقوا من مناطقنا التي تتواجد في عمق المغرب، و نحن نعرف جميعا الظروف التي عاشوا فيها، إلا أنهم ابوا إلا أن يقدموا الشيء الكثير لمجتمعهم و لمنطقتهم الأصل. قليل منا من يفكر في ذلك، إذ الكل ساخط على منطقته و يرغب العمل و الابداع خارج بلدته الام. أليس من المنطقي أن يعود الشخص الى منطقته الأصل ليساعد في تنميتها و تحولها نحو الافضل؟ ام أن هناك عوائق تحول دون ذلك؟
قد نقف وقفات عديدة لنتأمل واقعنا المعاش و لا نفهم شيئا و لا نعرف الى أين يأخذ الوجهة، وكما أننا  قد نستنتج عدة أمور. و من بين الاشياء التي قد نستخلصها هي عدم الاعتراف بقيمة و مجهود الاخر الذي يتواجد بيننا. رغم ان له وزن كبير و يبدع بإمكاناته القليلة ابداعات رائعة . فهل هناك نماذج تستحق منا الاهتمام و الدعم؟


إننا نعيش في مجتمع ينتقص من قيمته بشعوره بالنقص أمام الأمم الأخرى، فكيف له ان يعطي القيمة لأحد الأفراد الذين يتواجدون فيه. القيمة  كلها  لما هو ات من الغرب، لما هو قادم من الاخر. صحيح أنهم تقدموا و تطوروا و وصلوا درجات تفوقنا بكثير. لكن هذا لا يعني أن نقلل من المجهودات و الابداعات التي مصدرها مجتمعنا. نحن نعطي الأهمية لهؤلاء الذين لا يقدمون شيئا للمجتمع سوى بعض التفاهات أو انطلاقا من دافع قضاء مصلحة معينة. هي أزمة الاعتراف بالأخر الذي يتواجد بيننا. وقد نود أن نحجب صوته و صورته لا لشيء إلا انها عقدة دفينة في لا شعورنا تحمل له كرها. ربما في بعض الاحيان لا نعطيه قدره إلا إذا تم الاعتراف به من طرف أناس خارج مناطقنا. وقد يحتد هذا الأمر إن كان الشخص مهتما بتغيير ما هو فكري في المجتمع، هنا تكون المهمة جد صعبة. لكن هناك من تحدى الارهاصات وفرض نفسه في واقع منطقته.

من بين الشباب الصاعدين اليوم في اقليم ميدلت أعضاء الجمعية الاطلسية للمبدعين الشباب. شابات و شبان متطلعون لتغيير الاوضاع التي تعيشها المنطقة. ايمانهم بالعمل الجماعي أعطى لهم القوة في البروز  في السنوات القليلة الماضية. اهتموا بإيصال رسالة فكرية أساسها تغيير العقليات التي تنشر سياسة الفشل في المنطقة. و ما أصعبها من مهمة. القليل منا من يعرف مثل هذه القامات في اقليمنا. كما لا ننسى أيضا أن هناك جمعيات أخرى تحمل نفس الهم و نفس الاهداف و لها وزنها أيضا في المنطقة. تحاول جميعها أن تكشف موطن قوة الانسان و تبعده من الضعف و العجز الذين يتوهمهما و يحيطان به.
حمل رسالة الفكر و العلم لمن أصعب الأمور، لأنها تستهدف الانسان في ذاته. هذا الانسان الذي بقى موضوعا مستعصيا على الفهم. تغيير فكره و نظرته للعالم تتطلب مجهودا كبيرا، يقول المثل الامازيغي: " أدِيمْشْتْيْ عَاِري وَ لَا تْبْدْلْ طْبِيعْتْ نْبْنَاْدْم"، في ما معناه أن الجبل قد يتحرك من موضعه أمّا طبائع الانسان فلن تتغير، فهو إشارة لمدى صعوبة هذا النوع من التغيير المرتبط بطبائع الناس.  و لكن ان استطعنا التأثير فيه، و استبداله للصورة القاتمة و حالة اليأس التي تحيط به، فقد تتغير أشياء كثيرة في واقعنا و سنصبح من البلدان المتقدمة.

التنمية التي تستهدف العمران و المصانع و غيرها من الاشياء التي تتعلق بالمادة ليست تعبيرا عن تقدم الانسان كجوهر. فقد يخربها الانسان بنفسه. كمثال لذلك ما يحدث في الحدائق العمومية، تكون في البداية في أبهى حللها، لكن ما ان يدخلها البشر الا و اصبحت في حالة يرثى لها، يتم تلويثها وبالتالي تخريبها بالكامل. فقد أشار لهذه الفكرة الاستاذ الجامعي عبد الرحيم العطري في محاضرة نظمتها الجمعية الاطلسية للمبدعين الشباب بميدلت تحت عنوان: الشباب بين الافتراضي و الواقعي، بقوله اننا اهتمينا بالحجر و لم نهتم بالبشر.  وها نحن نقطف ثمار هذا الاهتمام، لا شيء ينذر بالتحسن.

في الاخير، لو  أعطينا أهمية كبيرة للإنسان في مجتمعنا لاستطعنا أن نحقق تقدمنا خلال عقود قليلة و استغنينا عن ذلك الغرب الذي ننتظر منه كل ما نحتاجه. لو أعطينا  ذلك الدعم الذي يمنح  لجمعيات تخرب عقول الناس لجمعيات أخرى تحاول بناء الانسان أولا لا اصبح مجتمعنا بخير. إننا بحاجة الى دعم كل ماله توجه يخدم البشر و يخرج القوة منه ليبني مجتمعه بكلتا يديه. كما أننا بحاجة أيضا للاعتراف بمجهودات الاخر الذي يتواجد بيننا و نعطيه القيمة التي يستحقها و نقدم له الدعم الكافي الذي يحتاجه . بهذا سينبني حس الانتماء للمنطقة وبذل كل مجهود من أجل الارتقاء بها.



إدريس باموح
( كاتب عام للجمعية)

About Admin

جمعية أمل للعلم و تنمية المكتسبات جمعية أمل للعلم و تنمية المكتسبات أسست الجمعية سنة 2012 تحت اسم جمعية أمل للعلم و تنمية المكتسبات ببلدة تونفيت اقليم ميدلت.

ليست هناك تعليقات :

تعليقات الموضوع


أعلى
associationamal